الرؤية العامة للتدريس عبر الإنترنت
منذ عام 1993 والعالم يتقدم باتجاه التكنولوجيا بشكل سريع ومطرد ، فالكل يبحث عبر محركات البحث الالكترونية ،
كذلك ترويج السلع المتنوعة عبر الانترنت ، وكذلك برامج المحادثات المختلفة مع الأصدقاء ومبادلة الفيديوهات والصور . كل هذا أصبح ليس فقط من خلال الكومبيوترات الشخصية أو اللاب توب الشخصي ، بل أيضا من خلال الهواتف الذكية . مما شجع على انتشار واسع للثورة المعلوماتية بين العالم وجعل العالم قرية صغيرة فعلا . فالكل يشارك أفكاره وصوره وفيديوهات ومعلومات بشكل واسع المدى
ولا يشترط وجوده في مكان معين وإنما يكفي بضغطة زر فقط أن يشارك العالم مئات الأفكار والمعلومات والصور .
ومنذ عام 1993 إذا أردت ان تكتب كتابا عن التدريس لا يتعين عليك وصف الأدوات الأساسية للتدريس من مقاعد الطلاب والسبورة والادوات الكتابية المستخدمة كطباشير وأقلام الكتابة . وذلك لأن كل هذا مسلمات أساسية لعملية تنفيذ التدريس
واليوم
نهتم بنقاش أساسي كيف نجعل هذا التعليم المعتاد والمسلمات الأساسية في عملية التدريس تشترك في نسيج واحد مع التكنولوجيا الحديثة والتعليم الإلكتروني في عملية واحدة تسمى ” التدريس عبر الإنترنت”. لأن التواصل عبر الشبكة العنكبوتية أصبح حتمياً للجميع وبالتالي يمكن الاستفادة منه في عملية التعليم والتعلم .
لذلك فرض علينا في عصرنا الحالي أن نناقش هذا الموضوع من جوانبه المختلفة . من حيث تدفق الوسائل الإعلامية والبيئات غير المتزامنة أو غير المتوافقة وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي ، وما فائدة التواصل الاجتماعي بالنسبة للعملية التعليمية نفسها.
كل هذه الموضوعات وجب علينا مناقشتها حتى نتوصل لمفهوم ” التدريس عبر الانترنت ” .
ومن خلال هذا الدليل أجد أنه من المهم ان تنتشر ثقافة التدريس عبر الانترنت في مجتمعاتنا العربية بشكل أوسع مما هي عليه الآن .
خصوصا بعد انهيار الاستقرار الامني في كثير من بلادنا العربية .
منذ عام 2000 تقريبا كان التدريس عبر الانترنت ظاهرة ليست منتشرة بين الثقافات العالمية المختلفة مما جعل العديد من المهتمين بهذا المجال في غاية القلق على مستقبله .
ولكن لكى يتكون لديهم رؤية كاملة عن هذا المجال ومدي تأثيره في المجتمعات بادروا بسؤال انفسهم عدة تساؤلات أساسية للخروج بتصور عام:
-
ما لفروق بين التدريس عبر الإنترنت والتدريس الفعلي ؟
-
ما الأسس التقنية عند التدريس عبر الإنترنت ؟
-
ما أنواع التجهيزات الاولية المستخدمة في التدريس عبر الإنترنت ؟
-
وكيف نستطيع تقييم التجربة؟
لعل كل هذه الاستفسارات قادرة على تحديد ملامح مفهوم التدريس عبر الانترنت ولكن كي نجيب عليها هناك العديد من التجارب والاختبارات التي قام بها المتخصصون يجب اخضاعها للتحليل ،
فهناك العديد من المحاضرين الذين راهنوا على نجاح التدريس عبر الانترنت وهم يحبسون انفاسهم من فشل التجربة .
وحتى من تحدي وخاض التجربة دون ان يوجد ملامح محددة . لكل التساؤلات المعروضة آنفا إلا إنه كان يريد ان يخوض التجربة في بداياتها ويكتشف هذا العالم المثير .
فقد ظل المبتدئون والذين لديهم خبرة قليلة في مجال التدريس عبر الانترنت يتحسسون الطريق في ارتباك نظرا لحداثه الطريق ولكنهم كان لديهم الاصرار لاستكمال الطريق وبلورة الشكل النهائي للتجربة ،
وكانوا مندهشين بكل ما يجد ويظهر على الساحة من وسائل تقنية تساعدهم في عملية التدريس الافتراضي . وظلوا هكذا إلى حين توصلوا للشكل النهائي من التدريس عبر الانترنت الذى عليه نحن الآن .
يعتبر مصطلح ” التدريس عبر الانترنت ” جديد نسبيا بالنسبة للبعض ، والكثير من الناس لا يعرف ، ما المعنى الفعلي للمصطلح ؟ ولا كيف نقوم بعملية التدريس عبر الانترنت بشكل احترافي ؟
وهناك من لديه معلومات بدائية عن التدريس عبر الإنترنت لكنه لا يستطيع أن يبدأ أو من أين يبدأ؟ ونريد في البداية ان نحدد الفوارق بين التدريس عبر الإنترنت .والتعليم عن بعد
مفهوم التدريس عبر الانترنت:- Teaching online
هو إدارة البرامج التعليمية بشكل جزئي أو كلي من خلال شبكة الإنترنت ، ويكون التواصل بين المعلم والمتعلم بشكل تفاعلي من خلال أدوات ومواقع الكترونية تفاعلية.
مفهوم التدريس عن بعد:- ( e-Learning (electronic learning
وهو ما يقصد به التعليم الكرتوني وهو الطريقة الاعتيادية والتقليدية من تسجيل دروس قام المعلمون بتدريسها فعليا منذ زمن على شرائط او وسائط صوتية او مرئية ومن ثم مشاهدتها في أي وقت أي مكان .
ومن خلال استعراض التعريفين نجد ان هناك فارق بينهما كبير ألا وهو التفاعل المتبادل في ذات الوقت بين المتعلم والمعلم .
فالتدريس عبر الإنترنت هو يمثل هذا التفاعل الوقتي الذي يتضمنه عرض للنشاط الطلاب ومهارات التدريس الحقيقية ولكنها تقدم في بيئة افتراضية شبيه ببيئة الفصل المدرسي الحقيقي .
أما التعليم عن بعد من التعريف
يقصد به التعليم في أي وقت او أي مكان من خلال وسائط مرئية او سمعية ولكنها تنتقص للتفاعل الزمنى .
مما يجعل التدريس عبر الإنترنت يتميز بالتواصل الفعال بين المعلم والمتعلم من خلال المواقع الكترونية المتنوعة التي تعد عامل جذب للمتعلمين ،
لذا فإنك إذا درست عبر الانترنت لا يشترط ذلك وجودك في مكان بذاته ،أو أن تحمل حقيبتك المحملة بالأوراق معك في كل مكان فقط يمكنك تحميل برامجك على اللاب توب الشخصي او اللوح الكرتوني الخاص بك ،
مما يعطى مرونة اكثر للمعلم فكل ما يحتاجه لعملية التدريس معه ويستطيع تحميلها مسبقا علي المواقع الكترونية التي يدرسها ،
بل بالعكس يمنحك التدريس عبر الإنترنت الحرية والمرونة في اختيار أوقات عملك المكتبية بشكل سهل وميسر ومحدد مما يجعل اهدار الوقت قليل جدا ، لاشك ان التدريس عبر الإنترنت تجربة جديرة بالدراسة والبحث ، حتى تجعل من نفسك كيان مؤسسي في عالم افتراضي .
لذلك فاعتقادي أنه خلال الآونة القادمة سيتحول التعليم لفكرة التدريس عبر الإنترنت والاستفادة بأقصى درجة من تكنولوجيا تطبيقات الانترنت . وكيفية الاستفادة من هذه المواقع والتطبيقات من أجل الوصول لأهداف تعليمية غاية فى الدقة ،
فالمعلم الذي يدخل الصف الدراسي ويضيع الوقت فى تنظيم الصف ، ويضيع وقتا فى توجيه الطلاب سيصبح ماضيا . لأن الصورة الجديدة للمعلم ستكون المعلم الذى يوجهنا فى العالم الافتراضى ويساعدنا من خلال تطبيقات الانترنت الجديدة
ويشير إلينا باستخدام المواقع التعليمية المفيدة التى تسهم فى زيادة مهاراتنا التعليمية ،
المدرسة ستصبح موقعا ذكياً عبر الشبكة العنكبوتية . تستطيع أن تلتحق بها في أي عمر فقط تسجل اسمك وتدفع المصاريف الكترونياً وأنت في بيتك ولا عجب ان تكون المدرسة تبعد مئات الأميال عن منزلك .
د.خالد أحمد
عضو الاتحاد العالمي للمدارس العربية الدولية .
تقرأ في المدونة التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية
إذا كنت مدير مدرسة أو وكيل فيمكنك الاشتراك مجاناً لمدة سبعة أيام في برنامج الجدول المدرسي الذكي من خلال الرابط